* أن يتوسـع القطـاع الخاص، وخاصـة قطاع الفنادق فى البنيــان، فهذا مؤشر خيـر على أن السياحـة فى مصر بدأت تسترد عافيتها وتزدهـر من جديد، لكن أن يكـون هذا التوسع على حساب تأخير حقوق العمال، فهذا ليس لـه معنى إلا أن الحكومة تركت العمـال للقطاع الخاص، وتخلت عن دورها الرقابى، لتستغل الفنادق العمال على طريقة " يشطفه يعصره.. هو حر فيه"!
* ففى ظــل غيـاب الرقابة أصبح العامـل تحت رحمة مستثمـر، فى سبيـل مصلحتــه يدوس على العامل ويجــور على حقوقــه، كإن يؤخـــر صرف المرتبــات والبــدلات، مثـل بدل السفـر للمغتربين وبــدل السكن للمقيمين ولايقــوم بالتأمين على العامــل كمـا ينبغى، حتى يجنب نفسه دفع حصتة المقررة، والتى حددها القانون بالثلث والثلثين، ليهرب من دفع الثلثين!
* إن إزدهــار السيـاحــة معنــاه أن أرصــدة أصحــاب الفنادق تتضخم فى البنــوك الخارجيــة والداخليــة، بينمــا تتضخم معانــاة العامل فى إنتظـار الفتات!
* إن أقل ما يوصف بــه مايفعله أصحاب الفنادق من إنتهاك لحقوق العمال هـو إستغلال ركود سوق العمل، وأن العرض أكثر من الطلب، فالجامعات والمعـاهد المتوسطـة ومدارس التعليم الفنى تلقى كل عام بالخريجين دون أن تضمن لهم العمــل، وفى ظل توقف الجهــات الحكوميـة عن التوظيف ليس هناك إلا مجال السياحــة، والحقيقة أن مجــال السياحــة ساهم بقدر كبير فى حــل أزمة العمالـة، لكن الحقيقة التى تعلمها الحكومة أن العامل فى الفنادق لديــه أزمــة ومعانــاة فى صرف مستحقاتــه، فإلى متى تدفن الحكومــة رأسها فى الرمال كالنعامــة، وتغض بصرهــا عمــا يحـدث فى الفنادق؟
* فإذا كان الرسول صلى الله عليــه وسلم أوصى بإعطـاء الأجير حقه قبل أن يجف عرقــه، فلماذا لايقـوم المستثمر بإعطــاء العامل حقه إلا بعد أن يجف ريقه؟
* مطلـوب من الجهــات المعنيــة بحقــوق العمــال أن تتدخل، وأن تقــوم بدورهــا وواجبها، فإذا كانت الحكومــة تقف فى صف المستثمر، فيجب أيضــا أن تقف فى صف العامــل، فإذا كانت الحكومــة ترى أن المستثمر يساهــم فى دعم إقتصــاد الدولة بدفــع الضرائب وتوفيـــر العملة الصعبة فإن العامل أيضا يدفع الضرائب مثله مثــل المستثمر، فالحنية التى تغدق بها الحكومــة على المستثمـر من تسهيـلات ودعــم، يجب أن تغــدق بها أيضـا على العامـل، وهى العليمة بما يحدث فى قطاع الفنادق من تجفيف لريق العامل من قِبل أصحاب الفنادق!
ــــــــــــــــــــــــــ
بقلم: بهاء الدين حسن
من المشهد الأسبوعي
محطــات| ريق عمال الفنادق جف!!
